اللعب نشاط له أهميته عند الأطفال نفسيا وبدنيا وهو أمر يقره الأهالي إلا أن البعض منهم يتذمر منه حينما لا يجد أطفاله من يلعب معهم فيطالبون أمهاتهم أو آباءهم باللعب معهم، فهل يحتاج الطفل دائما الى والديه أو الى أطفال آخرين كي يستمتع باللعب؟ أم أنه يستطيع اللعب بمفرده ويعيش في عالمه الصغير مع الدمى والألعاب؟
اللعب نشاط له أهميته عند الأطفال نفسيا وبدنيا وهو أمر يقره الأهالي إلا أن البعض منهم يتذمر منه حينما لا يجد أطفاله من يلعب معهم فيطالبون أمهاتهم أو آباءهم باللعب معهم، فهل يحتاج الطفل دائما الى ... يبدأ الطفل اللعب وهو بعد رضيع في المهد، إذ يبدأ باكتشاف جسمه، خصوصا يديه اللتين يحركهما طيلة الوقت، كما يهتم بقدميه وبصوته. لكنه أيضا يجد متعة في اللعب مع والديه وبالأخص مع أمه التي تداعبه وتلاعبه في كل مرة تعتني به فيها. أما والده فيحمله بين ذراعيه يعلو به ثم يعيده الى صدره فيضحك وهكذا يشعر الطفل بحب والديه كما يشعر بسعادة عارمة معهما. وفي أثناء اللعب يتعلم الطفل التواصل مع العالم الخارجي، وفي الوقت نفسه يتعلم كيف يمسك بالدمى. وعندما يقوم أحد والديه بتحريك دميته يحاول الطفلة تقليدها فتبدأ أولى خطواته في عملية التعلم وعندما يصبح الطفل أكبر، يترك له أبواه المجال ليرسم ويلون ويركب الألعاب، وهذا يعطي عمله قيمة كما يعطيه ثقة في النفس ويشجعه على بذل المجهود.
وعندما يلاعبه أحد أبوبه “مجانا” وليس بهدف تعليمه، يشعر الطفل بأنه محترم ومهم لكن اللعب يجب أن يظل نشاطا شخصيا حتى مرحلة المراهقة، فلا بد أن يكون اللعب حرّا لا يخضع لقواعد معينة، سواء كان الطفل وحده أو مع أترابه. وهذا يساعد الطفل على ابتكار الألعاب والقصص والحكايات وحتى عندما يلعب الطفل بدمية ما، فإنه لا يتبع قاعدة معينة، لكنه يبقى في مجاله الخاص الذي لا يجب أنه يقحم الكبير نفسه فيه إلا بهدوء وبطلب من الطفل نفسه.
نوعية لا كمية:
إن اللعب مع الطفل يعني أن يكون الكبير حاضرا للإصغاء إليه وتحت تصرفه، فإذا لم يكن الكبير مرتاحا يفضل أن يؤجل اللعب الى وقت آخر. فدقائق معدودة مع تركيز وانتباه نوليهما للطفل تؤثر فيه أكثر من ساعة من دون تركيز، وقبل أن يبدأ اللعب، يفضل أن نعرف من سيختار اللعبة ومن سيجد فيها المتعة أكثر نحن أم الطفل؟
إن إعطاء الطفل بعضا من وقتنا لا يعني أن نشاطره اللعب، فقد نجد متعة في إعداد المائدة معه أو في ابتكار حكاية أثناء قيادة السيارة، وهذا يعود الى الاستعداد وصفاء الذهن.
والطفل يحتاج الى وجود والديه، ويحب أن يشعر بأنهما يهتمان بلعبه، فدور الوالدين الأول لا يتمثل بالمشاركة في اللعب ولا بأن يكونا رفيقي طفلهما، وإلا فإن الطفل لن يحاول اللعب بمفرده، علما بأن ذات الطفل تتبلور ويتطور إبداعه عندما يلعب بمفرده وهو يشعر بفخر كبير عندما يرى والديه ما أنجزه وحده خلال لعبه سواء قيامه بتركيب لوحة أو ما شابه إذا كانت الأم تجد متعة كبيرة في اللعب مع طفلها وتشعر بالراحة والاسترخاء، فإن اللعب يكون مفيدا جدا لكليهما. وإلا فلا يجب أن تشعر الأم بتأنيب الضمير، فالمهم أن نشاطر الطفل لحظات من المتعة بأي طريقة، وعلى الأم ألا تتردد بإعطاء الفرصة للأب كي يستمتع هو الآخر باللعب مع طفله.. فالدراسات تدل على أن الآباء يعمدون بالفطرة الى اللعب مع صغارهم، وكأنهم يعودون معهم الى عالم الطفولة، وربما يكون ذلك لأنهم يجدون وقتا أكثر من الأمهات . من هذا المنطلق، تستطيع الأم أن تعتمد على الأب في تعليم الطفل كيفية ركوب الدراجة، أو المشاركة في السباحة. وفي النهاية، لا بد من أن نتذكر أنه من الأهمية بمكان إعطاء الطفل وقتا حرا للتخيل واللعب بمفرده أو مع أطفال آخرين في مثل سنّه.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مع تحياااااااااااااااااااااتى شيماااااااااااااااااااا